مع الصيام

 مع الصيام

بقلم الدكتور رضا عبد الغنى

من سلسلة القرآن يعلمنا

العبادات في الإسلام لها جوانب إيمانية و تربوية متعددة كلما فهمها المسلم كلما ازداد حباً وتعلقاً بهذا الدين وبتلك العبادات وكلما كان تأثيرها في قلبه وحياته أقوي بإذن الله تعالى

ومن الجوانب الهامة في عبادة الصوم التي سنقبل عليها بعد أيام قليلة بإذن الله تعالى ترسيخ معنى العبودية لله وتطويع القلب والنفس لتَقَبُّل أوامر الشرع بسهولة وامتثال

ففي الصوم يحدث تغيير كبير حيث يحرم علي المسلم أموراً كانت حلالاً له سائر أيام العام... فمع أذان فجر أول يوم من رمضان يحرم علي المسلم الطعام والشراب والجماع وقد كانوا جميعاً حلالاً له قبل دقيقة واحدة ويستمر ذلك حتي أذان المغرب والذي ما أن يدخل وقته تصير نفس تلك الأشياء التي كانت حراماً عليه حلالاً له مرة أخري وذلك حتي أذان فجر اليوم التالي... فيكون الحلال حراما مع أذان الفجر ويعود الحرام حلالاً مع أذان المغرب 

وهكذا يتكرر الأمر يوميا لمدة شهر كامل ما بين تحليل وتحريم لأمور معينة في أوقات معينة وما علي المسلم إلا أن يمتثل لأمر ربه سبحانه وتعالي فيقول (سمعنا وأطعنا) ويدور قلبه مع شرع ربه يوميا وكأنه معسكر تدريبي لمدة شهر تخرج فيه منتصراَ علي نفسك ورغباتها ومُطَوِّعاً لها أن تدور مع شرع الله حيث دار في كل أوقات وأحوال حياته حتي وإن خالف ذلك نفسه أو راحته أو حتى فَهْمه